Ibn Hatheel’s poem about Madinat Alzahra
قصورٌ إذا قامت ترى كُلّ قائم
على الأرضِ يَستخذي لها ثم يَخشعُ
كأنّ خطيباً مُشرفاً من سموكها
وشمٌ الرُّبى من تحتها تتسمعُ
ترى نورها من كُلّ بابٍ كأنّما
سنا الشمس من أبوابها يتقطعُ
ومن واقفاتٍ فوقهنّ أهلّةٌ
حنايا هي التّيجانُ أو هيَ أبدعُ
على عمدٍ يدعوكَ ماء صفائها
إليهِ فلولا جمدُها كُنتَ تكرعُ
تبوحُ بأسرار الحديثِ كأنّها
وشاةٌ بتنقيلِ الأحاديث تُولعُ
كأنّ الدكاكينَ التي اتصلت بها
صفائحُ كافورٍ تضيءُ وتَسطَعُ
كأنّ الأسودَ العامريةَ فَوقها
تهمُّ بمكروهٍ إليكَ فتفزعُ
كانَّ خريرَ الماء من لهواتها
تَبدّدُ دُرٌ ذابَ لو يتجمّعُ
أعدّت لإحياءِ البَساتين كلّما
سَقَت موضعاً منها تأكد موضعُ
دَعتها بصوبِ الماءِ فانتبهت لهُ
عُيونٌ كأمثال الدّنانيرِ تلمعُ
فلما نشا النّوار فيها ظَننتُها
قبابك يا منصورُ حين تُرفعُ
ولما اكتَست أغصانُها خِلتُ أنّها
قيانٌ بزيِّ أخضرٍ تتقنّعُ
ولما تناهى طِيبُها وتمايلت
علينا حسبناها حبيباً يُودَّعُ